دروس البكالوريا Bac 20

اقرا ايضا

دروس التربية الإسلامية للأولى باك


مدخل الاقتداء: «عثمان بن عفان وقوة البذل والحياء» (منار التربية الإسلامية)

الوضعية المشكلة:

أوردت بعض المصادر تجريحا في حق عثمان بن عفان رضي الله عنه، حيث نعتته بالضعف واللين لما تولى بعض أقربائه المناصب العليا في عهده، وعلى عكس ذلك رجحت مصادر أخرى لين وحلم عثمان بأنه كان مصدر قوته وشجاعته، فهو الذي عرف بشدة الحياء وقوة الجود والعطاء.

  • في نظرك، أي الرأيين ترجح؟ ولماذا؟

النصوص المؤطرة للدرس:

النص الأول:

قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى:

﴿لَا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ ۚ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَٰلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا﴾.

[سورة النساء، الآية: 114]

النص الثاني:

عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُضْطَجِعًا فِي بَيْتِي، كَاشِفًا عَنْ فَخِذَيْهِ، أَوْ سَاقَيْهِ، فَاسْتَأْذَنَ أَبُو بَكْرٍ فَأَذِنَ لَهُ، وَهُوَ عَلَى تِلْكَ الْحَالِ، فَتَحَدَّثَ، ثُمَّ اسْتَأْذَنَ عُمَرُ، فَأَذِنَ لَهُ، وَهُوَ كَذَلِكَ، فَتَحَدَّثَ، ثُمَّ اسْتَأْذَنَ عُثْمَانُ، فَجَلَسَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَسَوَّى ثِيَابَهُ، فَدَخَلَ فَتَحَدَّثَ، فَلَمَّا خَرَجَ قَالَتْ عَائِشَةُ: دَخَلَ أَبُو بَكْرٍ فَلَمْ تَهْتَشَّ لَهُ وَلَمْ تُبَالِهِ؟، ثُمَّ دَخَلَ عُمَرُ فَلَمْ تَهْتَشَّ لَهُ وَلَمْ تُبَالِهِ؟، ثُمَّ دَخَلَ عُثْمَانُ فَجَلَسْتَ وَسَوَّيْتَ ثِيَابَكَ؟!، فَقَالَ: «أَلَا أَسْتَحِي مِنْ رَجُلٍ تَسْتَحِي مِنْهُ الْمَلَائِكَةُ».

 [رواه مسلم في صحيحه، كتاب: فضائل الصحابة]

قراءة النصوص ودراستها:

I – توثيق النصوص والتعريف بها:

1 – التعريف بسورة النساء:

سورة النساء: مكية، وعدد آياتها 176 آية، وهي السورة الرابعة من حيث الترتيب في المصحف الشريف، نزلت بعد «سورة الممتحنة»، سميت بهذا الاسم ‏لكثرة ‏ما ‏ورد ‏فيها ‏من ‏الأحكام ‏التي ‏تتعلق بالنساء، وهي سورة مليئة بالأحكام التشريعية التي تنظم الشئون الداخلية والخارجية للمسلمين، وقد تحدثت عن أمور هامة تتعلق بالمرأة والبيت والأسرة والدولة والمجتمع، لكن معظم الأحكام التي وردت فيها كانت تبحث حول موضوع النساء.

2 – التعريف بعائشة رضي الله عنها:

عائشة رضي الله عنها: هي عائشة أم المؤمنين الصديقة بنت الصديق أبي بكر رضي الله عنهما، إحدى زوجات النبي ﷺ، ولدت في السنة الرابعة بعد البعثة، تزوجها الرسول ﷺ وهي صغيرة السن، روت أحاديث كثيرة عن النبي ﷺ، وخاصة ما يتعلق بحياة الرسول ﷺ الشخصية، كانت من أفقه الصحابة وأعلمهم بالأحكام، توفيت رضي الله عنها سنة 58 هـ..

II – نشاط الفهم وشرح المفردات:

1 – شرح المفردات والعبارات:

  • اهتش فلان للأمر: اشتهاه وطرب له.
  • بالى فلانا: اكْترث له واهْتم به وفَاخَره.
  • الحياء: الحشمة.

2 – مضامين النصوص الأساسية:

  1. تشير الآية الكريمة إلى أن أفضل كلام الناس، أمر بالمعروف ونهي عن المنكر وإصلاح بين المتخاصمين، وتلك خصال المؤمن المستحيي من الله، ومن تخلق به فله الأجر العظيم يوم القيامة.
  2. يبين الحديث الشريف مكانة عثمان ابن عفان رضي الله عنه بين الصحابة وتميزه بشدة الحياء إلى درجة أن النبي ﷺ استحيى منه لكونه تستحيي منه الملائكة.

I – بعض من سيرة عثمان بن عفان رضي الله عنه:

عثمان بن عفان: هو الخليفة الراشد صاحب رسول الله ﷺ، وأحد العشرة المبشرة بالجنة، عثمان بن عفان بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف، فهو قرشي أموي يجتمع والنبي ﷺ في عبد مناف، وهو ثالث الخلفاء الراشدين، ولد بالطائف بعد الفيل بست سنين، وكان يقول:  «إِنِّي لَرَابعُ أَرْبَعَةٍ فِي الإِسْلامِ»، هاجر الهجرتين، وتخلف عن بدر لتمريض زوجته رقية رضي الله عنها، ولم يحضر بيعة الرضوان لأن النبي ﷺ كان بعثه إلى مكة، يلقب بذي النورين لأنه تزوج رقية وأم كلثوم ابنتي رسول الله ﷺ، ولا يعرف أحد تزوج بنتي نبي غيره، جمع القرآن وعمل على توسعة الحرمين، وفي عهده امتدت الفتوحات وانتشر الإسلام، تنبأ له النبي ﷺ بالشهادة، فاستشهد يوم الجمعة 18 ذي الحجة سنة 35 هجرية، بعد 12 سنة من الخلافة.

II – إعداد الرسول صلى الله عليه وسلم نماذج تحمل الرسالة:

أعد الرسول الكريم عليه أفضل الصلاة والسلام جيلا متخلقا، فركز على التربية الأخلاقية، لكونها الوسيلة المثلى لبناء خير فرد وإنتاج خير مجتمع، فالمصدر الأول لأخلاق الصحابة هو القرآن الكريم، حيث رباهم رسولهم على تعلمه وحفظه وتعليمه والعمل بما فيه، دون أن ننسى اقتداءهم بسنة وسيرة الكريم ﷺ، وقد أثمرت هذه التربية نماذج فريدة حملت رسالة الإسلام، وخلفت رسولها أحسن خلافة.

III – البذل والحياء من خصال عثمان بن عفان رضي الله عنه:

1 – عثمان أصدق الأمة حياء:

كان سيدنا عثمان حيِيَّا سِتِّيرا، خفيض الصوت، لينا حليما، عاقلا وقورا، لم يعاقر خمرا قط، أخبر عن نفسه فقال: «فَوَاللَّهِ مَا زَنَيْتُ فِي جَاهِلِيَّةٍ وَلَا إِسْلَامٍ»، شهد له الرسول الكريم بالحياء، فقال ﷺ: «أَرْحَمُ أُمَّتِى بِأُمَّتِى أَبُو بَكْرٍ، وَأَشَدُّهُمْ فِى أَمْرِ اللهِ عُمَرُ، وَأَصْدَقُهُمْ حَيَاءً عُثْمَانُ …»، ولشدة حيائه كان ﷺ يخصه بوقار ومعاملة خاصتين، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُضْطَجِعًا فِي بَيْتِي، كَاشِفًا عَنْ فَخِذَيْهِ، أَوْ سَاقَيْهِ، فَاسْتَأْذَنَ أَبُو بَكْرٍ فَأَذِنَ لَهُ، وَهُوَ عَلَى تِلْكَ الْحَالِ، فَتَحَدَّثَ، ثُمَّ اسْتَأْذَنَ عُمَرُ، فَأَذِنَ لَهُ، وَهُوَ كَذَلِكَ، فَتَحَدَّثَ، ثُمَّ اسْتَأْذَنَ عُثْمَانُ، فَجَلَسَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَسَوَّى ثِيَابَهُ، فَدَخَلَ فَتَحَدَّثَ، فَلَمَّا خَرَجَ قَالَتْ عَائِشَةُ: دَخَلَ أَبُو بَكْرٍ فَلَمْ تَهْتَشَّ لَهُ وَلَمْ تُبَالِهِ؟، ثُمَّ دَخَلَ عُمَرُ فَلَمْ تَهْتَشَّ لَهُ وَلَمْ تُبَالِهِ؟، ثُمَّ دَخَلَ عُثْمَانُ فَجَلَسْتَ وَسَوَّيْتَ ثِيَابَكَ؟!، فَقَالَ: «أَلَا أَسْتَحِي مِنْ رَجُلٍ تَسْتَحِي مِنْهُ الْمَلَائِكَةُ».

2 – عثمان مضرب المثل في العطاء والبذل في سبيل الله:

  • كان عثمان رضي الله عنه، كثير العطاء والجود، فكان يبذل ماله بغير حساب في سبيل الله ورسوله ودينه:
  • إنفاقه في الجهاد في سبيل الله: جهز جيش العسرة في تبوك ب 950 بعيرا و50 فرسا، وجاء بألف دينار…
  • إنفاقه في سقي الماء: اشترى بئر رومة من رجل من بني غفار وجعلها وقفا على المسلمين في المدينة.
  • إنفاقه في المساجد والشدائد: اشترى رقعة أرض مجاورة للمسجد بـ 25 ألفا، فتم توسيع المسجد النبوي، ولم يترك غزوة من الغزوات إلا وتصدق بمال أو طعام.
  • العتق: كان رضي الله عنه، يعتق كل جمعة رقبة في سبيل الله منذ أسلم، فجميع ما أعتقه 2400 رقبة تقريبا.

IV – المؤمن يدعو إلى الإسلام بأخلاقه وسلوكه (البذل والحياء):

الحياء يصون  المؤمن من ارتكاب الأفعال القبيحة، ويقي لسانه من نطق الكلام البذيء، فتستقيم جوارحه وتصلح أفعاله، فيغدو محبوبا بين الناس يألفهم ويألفونه، يهابون الزلل في مجلسه، فيسارعون إلى فعل الخيرات، كما أن المؤمن يبذل ماله ووقته ونفسه في سبيل الله، مع ابتغاء الأجر والثواب على ذلك عند الله، فينفق في السراء والضراء، في السر والعلن، في الفقر والغنى …، فيزرع المحبة والألفة، ويقضي على العداوة والكراهية، فالمؤمن المستحيي والمنفق لوجه الله مثل وقدوة للآخرين.



كتابة تعليق

اكت تعليقك هنا

أحدث أقدم